في سباق السرعة الكلمة كانت لشارينا وإكستروم

Dakar 2024 | المرحلة التمهيدية | العلا > العلا
January 5 ^th ٢٠٢٤ - 17:40 [GMT + 3]

 الهدف

لا تدعوا الاسم يخدعكم فقد كان لهذه المرحلة الاستعراضية، التي امتدت على 27 كيلومتراً، أبعاد استثنائية حيث اختزلت جميع التضاريس التي تعترضك في رالي داكار. كانت منطقة العلا المكان المثالي لذلك، مع مقاطع رملية تلتها مقاطع صخرية علاوةً على تحديات الملاحة التي تسببت في تردّد البعض. ومجدّداً برز المتخصصون في هذه الجولة الافتتاحية: تغلب الإسباني توشا شارينا على باقي الدراجين خلال اليوم الافتتاحي للنسخة الأخيرة من رالي المغرب، بينما حقق السويدي ماتياس إكستروم الفوز على متن سيارته أودي حول "مخيم البحر" على ضفاف البحر الأحمر خلال نسخة العام الماضي من داكار.

 الأبرز

لم يعد لقب المبتدئ يليق بتوشا شارينا، الذي أنهى رالي داكار في مناسبتين ضمن المركز الثالث عشر وفاز الصيف الماضي بتحدّي الطريق 40، لكنه بدأ اليوم سباقه الأوّل كسائق رسمي. على إدارة فريق هوندا تهنئة أنفسهم لانتدابهم الإسباني الشاب، الذي كان هدفاً للعديد من الفرق، لكنه اختار الصانع الياباني. وحلّ خلفه، دانيال ساندرز، الذي خولته وتيرته اعتلاء الصدارة مع بداية داكار 2022. في حين أكمل روس برانش ترتيب منصة التتويج لليوم. لكن لا يمكننا تجاهل أبرز المرشحين للفوز بالرالي، على غرار أدريان فان بيفيرين (المركز الرابع)، والشقيقان بينافيديس (المركز الخامس للوسيانو والتاسع لكيفن)، وبابلو كوينتانيا (المركز السابع) وتوبي برايس (المركز الثامن)، وحتّى سكايلر هاوز (المركز 42) سيضغط بأقصى ما لديه للبقاء ضمن دائرة الصدارة. أمّا في سباق السيارات، فإنّ خبرة ماتياس إكستروم في راليات المسارات منحته المهارات اللازمة للهيمنة على خصومه وبدء داكار بشكل إيجابي لمخيّم أودي. حيث قام، دون أن يدرك، بترويض سيث كوينترو الذي بدأ مسيرته ضمن فئة ألتيمايت على أكمل وجه، مسجلاً ثاني أسرع زمن لليوم، حتّى وإن لم يتمّ أخذ الأزمنة بعين الاعتبار في الترتيب العام. بذل الأمريكي الشاب أقصى ما لديه كي يحظى بفرصة اختيار مركز انطلاقته لمرحلة الغد، على غرار سيباستيان لوب (المركز الثالث). كما كانت بداية الشقيقان البرازيليان ماركوس وكريستيان بومغارت جيدة بحلولهما في المركزين الرابع والخامس تباعاً، لكن حامل اللقب ناصر العطية تراجع بسبب خطأ في الملاحة، ويبدو أنّ ذلك قد يصب لصالحه. فبحلوله في المركز الثاني عشر، سيبدأ مرحلة الغد من ذات المركز، وهذا أفضل بكثير من حلوله عاشراً حيث سيُجبر على افتتاح المسار. وعانى غيرلان شيشاريت من نفس المصير، إذ حلّ الفرنسي في المركز الحادي عشر. ولم تحلّ أولى مركبات تشالنجر "تي3" بعيداً حيث حقق إريك غوكزال المركز الثالث عشر إجمالاً. لم يضيع غوكزال أيّ وقت وبسط هيمنته على فئته الجديدة متقدّماً على عمّه ميشال بـ 20 ثانية خلف مقود مركبة توروس تي3 ماكس التي تخوض غمار مشاركتها الأولى في داكار، كما تولى نيكولاس كافياسو (المركز الرابع) وميتش غوتري (المركز الخامس) قيادة مركبتي توروس، لتتواجد أربع مركبات من طراز توروس ضمن ترتيب الخمسة الأوائل، حيث أحاطت بصاحب المركز الثالث كريس ميكه الذي يقود مركبة أوتي3. أمّا في فئة المركبات الخفيفة "تي4" فقد كان كزافييه دي سولتريه، الفائز بمرحلة في نسخة 2019 في البيرو على متن دراجة نارية، السائق الأسرع لليوم. حيث يشارك ضمن فريق سيباستيان لوب "آر زي آر بولاريس"، العلامة التي أسست فئة المركبات الخفيفة في داكار، لكنها لم تتذوق طعم الفوز منذ العام 2018. وتغلب دي سولتريه على المرشح الأبرز جواو فيريرا، لكن المركز الثالث الذي ناله فلورنت فايساد برهن على سرعة مركبات بولاريس.
ومع ختام مجريات اليوم، حامل اللقب الوحيد الذي تصدر المرحلة الاستعراضية كان يانوس فان كاسترين ضمن فئة الشاحنات بعد تغلبه على أليس لوبرايس بفارق 16 ثانية، ليُعلن بدء المعركة بين هولندا والتشيك.

 أداء اليوم

مشاركة الأخوة في رالي داكار لها تاريخ طويل، بدأت بفوز الأَخوان الفِرنسيان كلود وبرنار ماريو في سيارة رينو "آر 29 توربو" في 1982، وها نحنُ في نُسخة 2024 حيث لدينا الدرّاجان الأرجنتينيان كيفِن ولوسيانو بينافيدس، اللذان أضافا تألقًا على فئة الدرّاجات النارية في نُسخة العام الماضي، اليوم، تركَ ثنائيٌ عائليٌ آخر بصمته، هذه المرة من البرازيل وفي فئة السيارات، حيث احتل الأخوان البرازيليان السائقان ماركوس وكريستيان بومغارت المركزين الرابع والخامس على التوالي في المرحلة الخاصة الاستعراضية، خلف السائق الفِرنسي سيباستيان "سيب" لوب مباشرةً وأمام السائق البولندي كريجيسوف هولوفتسشيتس العائد إلى المُنافسات بعد غياب. يتقاسم الأخوان خمس انتصارات في رالي دوس سيرتوس، الرالي الصحراوي الأشهر في البرازيل، وقد شاركا سابقًا في رالي داكار 2019، ولم ينفصل السائقان من ساو باولو خلال مغامرتهما في البيرو، حيث أنهيا الرالي في المركزين السادس والسابع في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة. قررا هذا العام رفع مُستوى التحدي بالانضمام إلى فئة السيارات "ألتيمايت". كريستيان، الأخ الأكبر، وقد بدأ الاستعداد لرالي داكار من بوابة رالي سونورا في المكسيك حيث أنهاه في المركز السابع، أتبعها بالمشاركة في رالي المغرب الصحراوي وأنهاه في المركز الـ 19، في حين حقق ماركوس، الأخ الأصغر، المركز الثاني في رالي دوس سيرتوس، خلف أخيه كريستيان. من الواضح أن الأخوان قد تمكنا من التأقلم والتعامل مع سيارة "برودرايف هانتر تي 1+"، ما يُبشّر بنتائج فُضْلى في قادِمات الأيام من الرالي.

 ضربة قاصمة

لا زال سكايلر هاوز يعاني للعودة لسكة النجاحات. فكلّ مرحلة استعراضية تشبه الأخرى بالنسبة للدراج الأمريكي. حيث لا زال يعاني مع دراجة هوندا، التي تشبه قيادتها ركوب حصانٍ هائج. احتل الصدارة في داكار 2023 مع هوكسفارنا خلال الأسبوع قبل أن يُنهي في المركز الثالث على منصة التتويج في الدمّام. وخلال مشاركته الأولى على متن دراجة الصانع الياباني في شهر أكتوبر المنصرم، تعرض سكايلر لحادثة سقوط خلال المرحلة الاستعراضية. وعاش اليوم نفس المصير. لكن من حسن الحظ أنّه تمكّن هذه المرة من امتطاء دراجته مجدّداً لكنه ضلّ الطريق في العلا إثر تعطّل كتيّب الطريق. وبحلوله في المركز 44 بفارق 5 دقائق و10 ثوان عن زميله في الفريق شارينا، يقبع هاوز في المركز الأخير ضمن فئة رالي جي بي. ونتيجةً لذلك، سيضطر دراج هوندا على الأرجح لافتتاح الطريق في الغد في مرحلة ستكون طويلة ومعقّدة للغاية. لكن على الأقل سيكون قادراً على الاستفادة من المكافآت الزمنية مع بداية المرحلة الخاصة.

 إحصائية اليوم: 4

تولى ميتش غوتري، الذي فاز بخمس مراحل العام الماضي في داكار، العمل على تطوير مركبة توروس تي3 ماكس التي عرفت بداية رائعة في النسخة 46 من رالي داكار. لفتت مركبة توروس الأنظار منذ رالي المغرب حيث حققت الفوز بخمس مراحل، 3 مراحل لغوتري ومرحلة لإريك غوكزال ومرحلة لعمّه ميشال. وأكّد تواجد المركبات الأربعة ضمن ترتيب الخمسة الأوائل لليوم عن إمكانياتها. وفي المقابل، لم يبرز مخيّم كان-أم بالشكل المتوقع إذ تغلب عليهم أيضاً إغناسيو كاسال على متن مركبة ياماها (المركز السادس). لم يتمكن دافيد تسيلي، قائد الصانع الذي هيمن على الفئة في النسخ الأخيرة، من تحقيق مركز أفضل من السابع، ولم يسبق حدوث ذلك منذ بروز كان-أم على ساحة رالي داكار في 2018.

 بُطولة العالم للراليات الصحراوية: العام الثالث، اليوم الأول

بدأ موسم 2024 اليوم بالأفضلية المبدئية لأبطال العالم وحاملي اللقب مرتين "فريق مونستِر إِنِرجي هوندا" على "فريق هيرو موتوسبورت". في بُطولة العالم للراليات الصحراوية "دبليو 2 آر سي"، يتصدّر الدرّاج الإسباني توشا شاريينا الترتيب العام المؤقت أمام الدرّاج البوتسواني روس برانش، الذي يجد نفسه بين درّاجَي هوندا بوجود الفِرنسي أدريان فان بيفيرين خلفه. في فئة "رالي 2"، تولى زعيم هذه الفئة، الدرّاج الفِرنسي رومان دومونتييه، صدارة هذه الفئة أمام مواطنه ماتيو دوفيزي والجنوب إفريقي برادلي كوكس. يكمل الدرّاج جان - لوب ليبان السيطرة الفرنسية على المراكز الأربعة الأولى، فيمَا يحتل الدرّاج الإيطالي باولو لوتشي المركز الرابع عشر فقط اليوم، علمًا أنه كان اسمًا مألوفًا ضمن المراكز الأولى.   في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "كوادز"، حظِي الدرّاجان الأرجنتينيان فرانسيسكو مورينو ومانويل أندوخار ببدايةٍ أفضل من مُنافسِهما الفِرنسي أليكساندر جيرو.   في فئة السيارات، فقد سيطر الصانِعون الأربعة المسجّلون في الرالي ضمن المراكز الستة الأولى منذ البداية، مع السائق السويدي ماتياس إكستروم من "فريق أودي الرياضي"، والأمريكي سيث كوينتيرو من "فريق تويوتا غازو للسباقات"، والأخوان البرازيليان ماركوس وكريستيان بومغارت من "فريق أكس رالي" في سيارة "برودرايف هانتر"، والسائق الهولندي كريجيسوف هولوفتسشيتس من "فريق ميني جي سي دبليو - أكس رايد". اعتبارًا من الغد، ستكون النِّقَاط الأولى متاحةً للمُنافسة عليها.   في فئة التحدي، الاسم الجديد لفئة "تي 3" للمركبات الصحراوية الخفيفة الأنموذجية، برز اسم آل غوتشال من بولندا، لكن تزامن ذلك بوصول مُنافسٍ جديد، السائق الأرجنتيني نيكولاس كافيغلياسُّو، الذي يتقدّم على السائق الأمريكي ميتش جوثري. أما في فئة "تي 4" للمركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاج التجاري، فقد بدأت، منذ الكيلومترات الأولى، المنافسة المتوقعة بين السائق البُرتُغالي خواو فيريرا، سائق "فريق كان - أم المصنعي"، والسائقة الأمريكية سارة برايس، سائقة "فريق ساوث للسباقات".

 نفحة كلاسيكية

لم يكن طاقما بورشه 959 ليحلما ببداية أفضل من هذه، مع تحقيق الفوز بالمرحلة الاستعراضية. يقود السيارة رقم 700 الثنائي الحامل للقب ليديا روبا وخوان موريرا، اللذان قاما بضم جهودهما مع سيارة 759 التي يقودها المبتدئ فرونسوا لار، وجيريمي أثيمون، الميكانيكي المسؤول عن انتاج كلتا السيارتين لتكريم الثنائية التي حققها رينيه ميتج وجاكي إيك على متن سيارتي 959 الرسميتين في نسخة 1986 من داكار. لا يمكن إنكار أوجه الشبه بين الثنائية التاريخية للعلامة الألمانية وثنائية اليوم التي تمثّل بالفعل تكريماً رائعاً لرينيه ميتج بعد يومين فقط على وفاته.