"توقّعات كبيرة تقع على عاتقك"

لطالما كان مارتن بروكوب أحد أفضل السائقين المستقلين في رالي داكار. وهو الذي ينحدر من جمهورية التشيك العاشقة لرياضة السيارات، فقد بدأت مسيرة صاحب الـ 41 عامًا في عالم السباقات عبر الراليات التقليدية، إذ بزغ نجمه على المشهد المحلي قبل أن يقتنص لقب ناشئي "دبليو آر سي" في 2009. هذا وكانت مشاركته الأولى في البطولة من بوابة رالي مونتي كارلو في 2005 الانطلاقة لسلسلة امتدت لأكثر من 130 حدثًا في "دبليو آر سي"، حتى أنه شارك في راليات المكسيك، إيطاليا، كينيا واليونان ضمن فئة رالي2 في 2023. انجذب مارتن في النهاية إلى منافسات الراليات وأمضى أعوامًا هو يستعدّ لمشاركته الأولى في داكار في 2016، حيث أحرز نتيجة مستحقة وجديرة بالاحترام بحلوله في المركز الـ 14. كما أنه تمكن من بلوغ خط النهاية في النسخ الـ 8 التي شارك بها، ليسجل رقمًا قياسيًا تشيكيًا بحلوله في المركز السادس في 2019 قبل أن يعادل تلك النتيجة في النسخة الماضية. في المقابل، وبالنسبة لفريق مستقل صغير مثل أورلين بينزينا، فقد كان من المدهش رؤيتهم ينافسون مع الأسماء المصنعية الكبيرة مثل تويوتا غازو رايسينغ، البحرين رايد إكستريم وأوفردرايف رايسينغ. ويستذكر مارتن مازحًا بأنه وعندما بدأ بتجهيز سيارة للمشاركة في داكار، فقد كانت "قبيحة للغاية" وبحاجة إلى اسم أو لقب يزيد من جمالها، حيث اقترح عليه أحدهم أن يسميها "شريك (الشخصية الكرتونية)" والتصق ذلك الاسم بها، على الرُغم من أن نسخة 2024 من السيارة - من طراز فورد رابتور آر اس كروس كانتري - بعيدة كل البُعد عن الأصلية، إذ أنها تتمتع الآن بخصائص تي1+، محرك سداسي الاسطوانات وهيكل جديد. فالنسخة الأحدث من "شريك" باتت وحشًا هائلًا، وهو ما تجلّى بحلول مارتن في المركز الثاني في رالي أبوظبي الصحراوي هذا العام وحصده المركز السادس في رالي المغرب. الآن ومع اقتراب نسخة 2024 من رالي داكار، فإن الفريق يقوم ببعض التجارب الأخيرة في دبي حيث توجد ورشة العمل وسيارة الاختبار، وذلك قبل التوجّه إلى المملكة العربية السعودية. هذا وللعام الخامس على التوالي، سيجلس بجوار مارتن الملّاح الموهوب فيكتور تشيتكا، والذي يعتبر أخوه ماريان أحد أهم مصوري الراليات الصحراوية. وكعادتهما، فإن مارتن وفيكتور يملكان طموحًا كبيرًا ويستهدفان أن يعبرا خط النهاية في داكار على متن "شريك" ضمن الخمسة الأوائل في فئة "أولتميت" فائقة التنافسية.

مارتن بروكوب: "السيارة الجديدة جيدة للغاية. ما تزال تُدعى (شريك) بالطبع! كان رائعًا أننا حتى ضمن المراحل السريعة في المغرب كنا قريبين من المتصدرين. ذلك جيد من أجل الاستعداد لداكار. كما اختبرنا العديد من الأمور هناك، إعدادات مختلفة كل يوم. من الجيد أنه كانت لدينا الفرصة لاختبار السيارة في أجواء حقيقية. كنا نضغط بأقصى ما لدينا، لكن الفوارق كانت ضئيلة للغاية. الجميع كانوا يضغطون بكامل سرعتهم، إذ من الجنوني مدى السرعة التي يمكن تقود بها على تلك التضاريس القاسية. يكون بمقدورك الضغط على تلك الأحجار من دون التعرض لانثقابات، لذلك ربما باتت الإطارات أكثر صلابة الآن! خضنا رالي أبوظبي في وقت سابق من الموسم، ومن ثم لا شيء خلال الصيف، فقط بعض المشاركات في دبليو آر سي على متن سيارة رالي2، والآن عدنا من أجل الاستعداد لداكار. رالي داكار هو الحدث الأهم. كما أن الراليات الصحراوية تمثّل إحدى أشهر الرياضات في جمهورية التشيك، لذلك تتمتع بشعبية كبيرة والجميع يشاهدوننا. لهذا علينا أن نكون مستعدين، حيث أن هنالك توقعات كبيرة على عاتقنا. الناس تسأل دومًا: كيف المحرك الجديد؟ كيف السيارة الجديدة؟ هل ستتواجدون ضمن الخمسة الأوائل؟ أمور كهذه. الشغف للرياضة هناك قوي جدًا ما يُحتّم علينا أن نكون جديين للغاية ومستعدين بشكل كبير. الفريق كذلك عمل بجد كبير هذا العام من أجل تغيير المحرك من ثماني الاسطوانات إلى سداسي الاسطوانات. لذلك فإننا نسير في الوجهة الصحيحة، ولكن بالنسبة لفريق صغير كفريقنا، فإن تلك خطوة كبيرة. كان عليكم رؤية الطاقم بعد المرحلة الأولى في رالي المغرب، وجوههم كانت شاحبة من مدى توترهم، ومن ثم سؤالهم إذا ما كانت الإطارات على ما يرام. إنه عمل عاطفي بالنسبة للفريق، كوننا نفعل كل شيء بأيدينا كل يوم. إنها خطوة هامة جدًا بالنسبة لنا جميعًا".

فيكتور تشيتكا: "نسابق أنا ومارتن سويًا منذ 5 سنوات. كنت ألتقط بعض الصور له ومن ثم عقدنا اتفاقًا، والآن نسابق سويًا وأنا سعيد جدًا بذلك. كما أنني أستمتع كذلك بالتطوير الذي نقوم به على السيارة لأنني جزء من الفريق وأشارك في الاختبارات كذلك. أحاول بذل أفضل ما لديّ لوصف الشعور على السيارة ومساعدة الفريق على إحراز التقدّم. وكما ترون، فإننا قادرون على المنافسة في مواجهة الفرق المصنعية، وهذا جيد للغاية. سنبذل كل ما في استطاعتنا، إذ نرغب بالمنافسة، وهدفنا هو التواجد ضمن الخمسة الأوائل".